كنت قد كتبت موضوعا عن نسب المساعيد وعلق عليه الاستاذ هانى البريدى المسعودى نجل الشيخ محمد عيد البريدى المسعودى بتعليق مهم حيث كتب الاتى
( لك
جزيل الشكر وجزاك الله خير الجزاء وان كان لي ان اضيف شيئا اقول انهم من
شيبان بن ثعلبه بن عكابه بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن
افصي بن دعمي بن جديله بن اسد بن ربيعه بن نزار بن معد بن عدنان ونلتقي في
النسب مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
عند نزار بن معد فهو صلى الله عليه وسلم من مضر بن نزار ونحن من ربيعه بن
نزار ومن مآثرهم ما ذكر على لسان الحوفزان بن شريك بن عمرو الشيباني حين
سئل عن نسبه فقال انا من اقولكم للحكم ألَدَّكم للخصم واعتقد ان ذلك الوصف
رغم تباعد الازمان هو ينطبق الآن علي المساعيد فلا يختلف اثنان انهم اقول
الناس للحكم والدليل الملموس على ذلك ان القضايا التي يتعسر الفصل فيها
لابد ان تعود الى المسعودي كي يفصل فيها الفصل النهائي واللد للخصم كلنا
بالتاكيد يحس به ويفهمه جيدا )أ.ه
وبعدما قرات مشاركته كتبت التعليق التالى
(بسم الله الرحمن الرحيم
اشكرك
اخى هانى البريدى على مرورك الطيب وعلى الاضافة القيّمة والتى تؤيد قول
شيوخ القبيلة فى الديار المصرية ان المساعيد من بنى شيبان واضيف الى نفس
النقطة التى اشرت اليها والتى تدور حول القضاء عند المساعيد واجدادهم من
بنى شيبان
الاتى .
1-
حكم الاخطل التغلبى بالسبق للفرزدق على جرير بعد ان كان قد حكم بالسبق
لجرير الا انه يقال ان بشر بن مروان والى العراق اغراه بالانحياز للفرزدق
يقول الأخطل
اخسأ إليك كليب إن مجاشعا وأبا الفوارس نهشلا أخوان
وإذا سمعت بدارم قد أقبلوا فاهرب إليك مخافة الطوفان
فيرد عليه جرير :
يا ذا الغباوة إن بشرا قد قضى ألا تجوز حكومة النشوان
تدعوا الحكومة لستم من أهلها إن الحكومة في بني شيبان
والبيت يدل على ان لبنى شيبان مكانة فى القضاء بين العرب وهو ما ورثه احفادهم المساعيد
2-
احتفاظ المساعيد لانفسهم بالبت فى قضايا التعدى على المرأة فى المجتمع
البدوى قد يكون مرتبط بان اشهر حرب لهم كانت دفاعا عن المراة العربية
وكرامتها المتمثلة فى هند بنت النعمان بن المنذر وكان ذلك فى حرب ذى قار
وهى اول معركة انتصفت فيها العرب على العجم حيث ورد عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم انه قال (هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم، وبي نصروا )
3_المحت
فى تعليقك الى تشابه الطباع بين المساعيد وبنى شيبان وهو ما يفهم من رد
الحوفزان بن شريك بن عمرو الشيباني حينما سئل عن نسبه فقال انا من اقولكم
للحكم ألَدَّكم للخصم.
واضيف
الى تلك النقطة رد المفروق بن عمرو الشيبانى على سؤال ابى بكر الصديق رضى
الله عنه حينما قال له ابو بكر رضى الله عنه كيف المنعة فيكم بعد ان
ساله عن عددهم شعر مفروق أن هذه إهانة، فبدأ صوته يعلو، قال:( إنا لأشد ما
نكون غضبًا حين نلقى (أي في الحرب)، وأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا
لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله يديلنا
مرة ويديل علينا أخرى). وشعور مفروق بالاهانة ماهو الا تسرع واندفاع كحال
الكثير من احفادهم المساعيد فى كثير من المواقف فكيف لمفروق ان يندفع
ويشعر بالاهانة رغم انه حينما سالهم ابوبكرالصديق رضى الله عنه عن نسبهم
واجابوه بانهم من شيبان بن ثعلبة قال ابوبكر رضى الله عنه للنبى صلى الله
عليه وسلم ( بأبي أنت وأمي يا رسول الله، هؤلاء غُرَر الناس) والقصة مذكورة
فى موقع قصة الاسلام الذى يشرف عليه دكتور راغب السرجانى .
وتعريجى
على القضاء عند المساعيد كاحد ادلة نسب المساعيد الى بنى شيبان لا يعنى
تقبلى لهذا القضاء فكيف اقبله وغالبية احكامه تخالف شرع الله عز وجل فنحن
مامورون بالتحاكم الى شرع الله عز وجل والكفر بكل حكم يخالف حكم الله فلا
يجوز ان نعطى حق التشريع للبشر لان الحكم لله عز وجل
قال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّه. {الشورى:21}.
وقال الله تعالى: وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً {الكهف:26}.
وقال سبحانه: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ. {يوسف:40}.
وقال الله تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ. {الأنعام:57}،
وقال تعالى : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ. {الشورى:10}.
وقال تعالى: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ
وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ
خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً. {النساء:59}.
قال تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون}
قال ابن كثير فى تفسير هذه الاية
(ينكر
تعالى على من خرج عن حكم الله المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر، وعدل
إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند
من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما
يضعونها بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية
المأخوذة عن ملكهم جنكيز خان الذي وضع لهم الياسق، وهو عبارة عن كتابٍ
مجموعٍ من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة
الإسلامية وغيرها، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه، فصارت
في بنيه شرعاً متبعاً يقدّمونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم، فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله
ورسوله فلا يُحَكِّم سواه في قليل ولا كثير) انظر تفسير ابن كثير.
وقال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحَكِّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما}
قال
الجصاص فى تفسير هذه الاية (وفي هذه الآية دلالة على أن من ردَّ شيئاً من
أوامر الله تعالى أو أوامر رسوله صلى الله عليه وسلم فهو خارج عن الإسلام،
سواء رده من جهة الشك فيه، أو من جهة ترك القبول والامتناع من التسليم،
وذلك يوجب صحة ما ذهب إليه الصحابة في حكمهم بارتداد من امتنع من أداء
الزكاة، وقتلهم وسبي ذراريهم، لأن الله تعالى حكم بأن من لم يُسلِّم للنبي
صلى الله عليه وسلم قضاءه وحكمه فليس من أهل الإيمان) .
وفى
النهاية اشكرك اخى هانى على الاهتمام والتعليق واسال الله ان يستعملنا
لنصرة شريعته وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم , والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته)